Pages

Subscribe:

Senin, 23 April 2012

محاسنات المعنوية : التورية , الاستخدام , الاستطراد

المقدمة
الحمدُ لله رب العالمين ، والصلاةُ والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
أما بعد :فإنَّ البلاغةَ- كما هو معلوم - مطابقةُ الكلام لمقتضى الحقيقة ، وهي لبُّ العربية ، وقد  وُضعتْ لخدمة القرآن الكريم  وكلام النبي صلى الله عليه وسلم خاصةً، ولخدمة علوم العربية عامةً .
في هذه المقالة سنبحث علم البديع من انواع المحسنات المعنوي . منها : التورية و الاستخدام و الاستطراد .
 البحث
أ‌.    التورية
التورية هي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان، قريب ظهير غير مراد، وبعيد خفي هو المراد. ومثالنا:
يا عاذلي فيه قل لي  #  إذا بدا كيف أسلو
يمر بي كلّ  يوم   #        وكلّما "مرّ" يحلو
و أنواع التورية هي اربعة:
1)     التورية المجردة
هي التي لا يذكر فيها لازم من لوازم المورّي به (المعنى القريب غير المقصود)، ولا من لوازم المورّى عنه (المعني البعيد المقصود). مثال: الرّحمن على العرش استوى
2)    التورية المرشحة
هي التي يذكر فيها لازم من لوازم المورّى به، أي المعنى القريب غير المقصود. وبما أن هذا اللازم قد يكون واقعا قبل لفظ التورية وقد يكون واقعا بعدها، لذالك سنقف أمام نوعين من أنواع التّورية المرشحة:
أ‌.    ما ذكر لازم المورى به قبل لفظ التورية. مثال: والسّماء بنيناها بأيد
ب‌.     ما ذكر لازم المورى به بعد لفط التورية. مثال:
كأن كانون أهدى من ملابسه  # لشهر تمّوز أنواعاً من الحلل
أو الغزالة من طول المدى خرفت #   فما تفرّق بين الجدي والحمل
3)    التورية المبينة
هي ما ذكر فيها لازم المورى عنه، أي المعني البعيد المقصود. وبما أنّ هذا اللازم قد يقع قبل لفظ التورية، وقد يقع بعده. اتورية المبنية هي نوعين:
أ‌.    ما ذكر لازم المورى عنه قبل لفظ التورية، مثال:
قالوا: أما في جلّق نزهة  # تنسك من أنت به مغرى
يا عاذلي دونك من لحظه # "سهما" ومن عارضه "سطرا"
ب‌.    ما ذكر لازم المورى عنه بعد لفظ التورية، مثال:
أرى ذنب السّرحان في الأفق ظالعا # فهل ممكن أن الغزالة تطلع


4)    التورية المهيأة
هي التورية التي تكون بلفظين، لولا كلّ منهما لما تهيّأت التورية ولا فطن لوجودها أحد. وهي ثلاثة أشكال:
أ‌.    ما تتهيأ به التورة قبل المورّى عنه، مثال:
وأظهرت فينا من سميك سنة # فأظهرت ذاك "الفرض" من ذلك "الندب"
ب‌.    ما تتهيأبه التورية بعد المورى عنه، مثال:"كان يحوك الشمال باليمين"
ج. ما تقع التورية فيه في لفظين إن ضاع أحدهما ضاعت التورية، مثال:
     أيها المنكح الثريّا سهيلا  # عمرك الله كيف يلتقيان
     هي شامية إذا ما استقلّت # وسهيل إذا استقل يماني
ب‌.     الاستخدام
الاستخدام هو ذكر لفظ مشترك بين معنيين، يراد به أحدهما، ثم يعاد عليه ضمير، أو إشارة، بمعناه الآخر، أو يعاد عليه ضميران يراد يئانيهما غير ما يراد بأولهما.
فالأول- كقوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) أريد أولا بالشهر (الهلال) ثم أعيد عليه الضمير أخيرا بمعنى أيام رمضان.
والثاني- كقول البحترى:
فَسَقىَ الْغَضاَ وَالساَّكِنِيْهِ وَإِنْ هُمُوْ    # شَبُّوْهُ بَيْنَ جَواَنِحىِ وَضُلُوْعِى
الغضا: شجر بالبادية، وضمير ساكنيه أولا راجع إلى الغضا، باعتبار (المكان) وضمير شبوه عائد ثانيا إلى الغضا (بمعنى النار الحاصلة من شجر الغضا)، وكلاهما مجاز للغضا. ۱
ت‌.     الاستطراد
تعريفهُ: هو أنْ يخرجَ المتكلمُ منَ الغرض الذي هو فيه إلى غرضٍ آخرَ لمناسبةٍ بينهُما، ثم يرجع فينتقلُ إلى إتمامِ الكلامِ الأولِ، كقول السموأل :
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً          إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا          وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
 فسياقُ القصيدةِ، للفخرِ بقومهِ، وانتقل منه إلى هجوِ قبيلتي عامرٍ وسلولٍ، ثم عاد إلى مقامه الأول، وهو الفخرُ بقومه
   الخلاصة
    التورية هي أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان، قريب ظهير غير مراد، وبعيد خفي هو  المراد.
    الاستخدام هو ذكر لفظ مشترك بين معنيين، يراد به أحدهما، ثم يعاد عليه ضمير، أو إشارة، بمعناه الآخر، أو يعاد عليه ضميران يراد يئانيهما غير ما يراد بأولهما.
    الاستطراد هو أنْ يخرجَ المتكلمُ منَ الغرض الذي هو فيه إلى غرضٍ آخرَ لمناسبةٍ بينهُما، ثم يرجع فينتقلُ إلى إتمامِ الكلامِ الأولِ
المراجع
السيد المرحوم أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة فى المعاني والبيان والبديع، الحرمين
علي بن نايف الشحود ، الخلاصة في علوم البلاغة ، حقوق الطبع متاحة لجميع طلاب العلم والهيئات العلمية

0 komentar:

Posting Komentar